قصيدة رائعة للخليفة الأموي يزيد بن معاوية:
نالت على يدها مالم تنله يدي *** نقشا على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرق نمل في أناملها *** أو روضة رصعتها السحب بالبرد
وقوس حاجبها من كل ناحيه *** ونبل مقلتها ترمي به كبدي
مدت مواشطها في كفها شركا *** تصيد قلبي به من داخل الجسد
أنيسة لو رأتها الشمس ما طلعت *** من بعد رؤيتها يوما على أحدِ
سالتها الوصل قالت:لاتغر بنا *** من رام منا وصالا مات بالكمدِ
فكم قتيل لنا بالحب مات جوى *** من الغرام ولم يبدىء ولم يُعِدِ
فقلت :استغفر الرحمن من زللٍ *** إنّ المحب قليل الصبر والجَلَدِ
قد خلفتني طريحا وهي قائلة: *** تأملوا كيف فعل الظبي بالأسدِ
قالت لطيف خيالٍ زارني ومضى: *** بالله صفه ولاتنقص ولاتزدِ
فقال:خلفته لو مات من ظمأٍ *** وقلتِ:قف عن ورود الماء،لم يردِ
قالت :صدقتَ،الوفا في الحب شيمته *** يابرد ذاك الذي قالت على كبدي
واسترجعت سألت عني ،فقيل لها: *** مافيهِ من رمق ،فدقت يدأَ بيدِ
وأمطرت لؤلؤا من نرجسِ وسقت *** ورداً وعضت على العناب بالبَرَدِ
وأنشدت بلسان الحال قائلةً *** من غير كُرهٍ ولا مَطلٍ ولا مددِ
والله ماحزنت اختٍ لفقد اخٍ *** حزني عليه،ولا أمُّ على ولدِ
إن يحسدوني على موتي ،فوا أسفي *** حتى من الموت لا أخلو من الحسدِ